اختتام أعمال المؤتمر الثالث

 

المؤتمر الثالث (للهيئة الوطنية للمؤهلات) يوصي بالتدريب العملي والمهني لمواكبة سوق العمل

 

المنامة في 19 فبراير / بنا:

 اختتمت اليوم أعمال المؤتمر الثالث للهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب برعاية كريمة من سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب.

المؤتمر استمر لثلاثة أيام من المداولات والمحاضرات والندوات وورش العمل التي بحثت في مضمونها جودة التعليم والتدريب والاستدامة وتوفير فرص العمل، وتحدث في الجلسات نخبة من الخبراء الدوليين والعرب والبحرينيين، قدموا عصارة تجاربهم في الحياة العلمية والعملية.

وعلى هامش المؤتمر قدمت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب د. جواهر المضحكي الشكر إلى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب لرعايته الكريمة للمؤتمر و"اهتمامه البالغ بما تم فيه من حوارات وأفكار ورؤى تسهم في تطوير التعليم في مملكتنا الغالية، وقد أتاح لنا سموه الفرصة لنجمع كل هذه النخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال التعليم والتدريب لفتح أبواب الحوار والنقاش فيما يسهم في تطوير مستقبل وتقدم مملكتنا".

كما قدمت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان الجودة "الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة لأنهم سهلوا لنا كل السبل لكي تنعم البحرين بما فيه من ازدهار في المجالات كافة، وقد لمس المشاركون في المؤتمر من داخل البحرين وخارجها مدى اهتمام القيادة وسعيها الدؤوب للتطور واللحاق بركب الدول المتقدمة، وقد لمسوا سعي المملكة الجاد لمواكبة كل ما هو جديد في الوصول لأبلغ مراتب الازدهار والتقدم في المجالات كافة وهذا لا يتأتى إلا بجودة التعليم والتدريب، ولذلك نأمل بأن ما تم خلال أيام المؤتمر الثلاثة أن يضيف شيئا ولو بسيطا للتطور الذي تسعى له بلادنا العزيزة".

وفي سياق آخر، أشادت المضحكي بالوجود الفاعل للصحفيين والإعلاميين أثناء أعمال المؤتمر؛ مما انعكس في التغطيات القوية والكبيرة عبر الصحف اليومية، وقالت ان الإعلام قام بدوره على أكمل وجه، وقد كانت التغطيات معبرة عن الجهد الكبير الذي بذل على مدى أيام المؤتمر، وسنواصل تعاوننا مع كل الأجهزة الإعلامية والصحفية في البحرين.

وأوصى المؤتمر بالاهتمام بدور الإطار الوطني في تطوير المؤهلات وتطوير البحرين، كما اوصى بالتركيز على دور التعليم والتدريب في إنجاز وتحصيل الطلاب، مشددا على الاهتمام بالتدريب العملي لمواكبة سوق العمل، و تدريب المعلمين ورفع كفاءتهم المهنية، التركيز على الكفاءات والمهارات الأساسية خاصة في العلوم والرياضيات.

وكانت الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر التي عقدت صباح اليوم الخميس قد اشتملت على محاضرة قدمها الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس مجلس إدارة تمكين والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي تحت عنوان (دور تمكين في دعم البحرينيين وبناء قدراتهم) أشار فيها إلى "أن (صندوق العمل –تمكين) تعمل على دعم المؤسسات التعليمية في مملكة البحرين، وتطوير التعليم والتدريب، إذ أن التعليم يعد أحد مصادر الدخل المهمة في الدول".

وكشف عن توظيف 100 ألف بحريني في القطاع الخاص، و150 ألف بحريني في القطاع العام، مستندا في ذلك إلى آخر الإحصائيات التي تتوافر لدى (تمكين) لافتا كذلك إلى جهود تمكين بالمشاركة مع المؤسسات والهيئات في القطاع العام والخاص في معالجة التحديات التي تواجه قطاعي العمل في المملكة ذلك من خلال "سد الفجوات وتوفير المهارات وتوفير فرص العمل للبحرينيين في القطاعين"، واضاف قائلا: "أثمرت الجهود التي قامت بها (تمكين) عن أكثر من 200 مبادرة لدعم وتطوير المؤسسات، وإدخال أكثر من 60 ألف وظيفة للمواطن البحريني في قطاع العمل، وبحرنه التوظيف، ومبادرة دعم الشهادات الحرفية، ودعم أكثر من 100 شهادة مهنية، ومبادرة التوظيف الاحترافي، وبرنامج سد الفجوات بين المخرج التعليمي والاحتياج الوظيفي، وبرنامج التوظيف المتخصص"، مؤكدا أن هذه البرامج ساهمت في ارتقاء الموظفين وإرساء قواعد توظيفية في قطاع الأعمال من الشباب، وتحويلهم من شباب يبحث عن وظيفة إلى شباب خلاَّق للوظيفة وتوفير فرص عمل للآخرين.

في الجلسة الرئيسة من اليوم الثاني تناولت البروفسور إينا في. اس. موليس – مدير تنفيذي في كلية بوستن – الولايات المتحدة الأمريكية في المحاضرة التي ألقتها بعنوان (امتحانات التيمز وعلاقتها بإنجازات التعليم وتطلعاته في البحرين)، إذ ذكرت أن التقييم الوطني للنظام التعليمي يمكن أن يستقي الرؤى من التقييم الدولي (التيمز) في مادتي (الرياضيات والعلوم) في المرحلتين الرابعة والثامنة، موضحة "أن مستقبل فرص العمل الذي سيتاح لطلاب البحرين اليوم، ومستقبل القوى الاقتصادية معتمدًا على قدرة مواطنيها على الإدراك الواسع والعمل الفاعل في الاقتصاد العالمي".

وخلال حديثها في الجلسة تطرقت إلى مقارنة الإنجاز الأكاديمي والتحصيل لطلبة مملكة البحرين بمستوى تحصيل وإنجاز طلبة الدول الأخرى، وعلى ذات الصعيد تناولت البروفسور موليس في عرضها نتائج الإنجاز الأكاديمي لطلبة البحرين مقارنة بالدول المجاورة، وعلى وجه الخصوص في مادتي الرياضيات والعلوم، مؤكدة أن مملكة البحرين "قد سجلت تطورًا حسب نتائج التيمز المنشورة في 2011، حيث أن نتائج مادة العلوم جاءت بصورة أفضل من مادة الرياضيات، كما استعرضت مجموعة من نتائج الإنجاز الأكاديمي في الرياضيات، وربط علاقتها بالمناهج الدراسية والتعليمية والمصادر التعليمية وقارنتها بالمعدل الدولي".

وشددت في ختام حديثها على ضرورة الاستفادة من نتائج التقييم الدولي (التيمز) في مراقبة مستوى النظام التعليمي، ومقارنتها بالمستوى الدولي لتحسين الأهداف التعليمية والإنجاز، ودعم التطوير المهني للمعلمين وتفعيل التقييم والقرارات المبنية على الأدلة التي تصب في تنفيذ الإصلاح في التعليم وتحسينه.

من جانبه قال الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة وكيل الوزارة للموارد والخدمات بوزارة التربية والتعليم في مشاركته في جدول أعمال المؤتمر الثالث "ان وزارة التربية تضع نصب عينها البناء الصحيح للإنسان البحريني من خلال تشخيص لواقع التعليم بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والتعاون مع مجلس التنمية الاقتصاديةـ وذلك تحقيقا لمفهوم الاستدامة المعتمد من قبل اليونسكو".

واستعرض الشيخ هشام آل خليفة في ورقته التي حملت عنوان (رأب الفجوة لتحقيق الاستدامة) المبادرات الوطنية لتطوير للتعليم والتدريب في المملكة والمتمثلة في مبادرة تطوير التعليم الثانوي المهني، وإنشاء كلية لإعداد وتدريب المعلمين على مستوى عال من المهنية، إنشاء بوليتكنك البحرين، مبادرة التعليم العالي، إنشاء الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب.

وتابع "ومن بين مبادرات ومشاريع التحسين قامت وزارة التربية بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية وبإشراف من المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب بتنفيذ ست مشاريع ضمن برامج تحسين أداء المدارس المكون منها " المدرسة البحرينية المتميزة، التدريس من أجل التعليم"، وذلك بناء على نتائج تقييم الدفعة الأولى من مدارس الحكومة الصادرة عن الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب، كما طبقت الوزارة عدد من البرامج الصفية وللاصفيه لدعم الطالب منها" تعميم مشروع تدريس اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي، ورعاية الطلبة الموهوبين، وبرنامج رواد الأعمال"، متطرقا إلى عدد من المشاريع التي تطبقها الوزارة داخلياً أو بالتعاون مع جهات خارجية وهي مشروع GLOBE ومشروع أصيل ومشروع رأيك يهمنا.

وفي سياق موضوع الجلسة تناول السيد أسامة العبسي الرئيس التنفيذي في هيئة تنظيم سوق العمل في محاضرة ألقاها، بعنوان (المتغيرات الاقتصادية العالمية وسوق العمل المحلية)، أهم المتغيّرات المؤثرة على آلية العرض والطلب في فرص العمل في المجتمع البحريني، مبينا أن 33% من العاملين في القطاع العام يحملون فوق الثانوية حسب إحصائيات التعداد العام في البحري 2010، وسجلت نسبة 25% في القطاع المشترك، و18% في القطاع الخاص، كما تطرق إلى مدى تأثير الاقتصاد المحلي بالمتغيرات الإقليمية والعالمية، مع الأخذ بالاعتبار بالمنافسة بين العمالة المحلية والوافدة.

وحث العبسي خلال محاضرته على ضرورة طرح المسببات ومناقشة الحلول للتوصل الى ما يربط بين مخرجات التعليم وفرص العمل المتاحة في السوق، وركز على مشكلة حرية الاختيار الوهمية في التعليم الجامعي، وعدم توفر الاختيار المرن. كما حث على توفير تخصصات ذات امتداد أفقي اذ يصعب على خريج الثانوية العامة تحديد تخصصه في هذه المرحلة، وأن يكون التركيز على قدرات الشخص وإمكاناته في البحث، وتوظيف المعلومة والتكييف مع بيئة العمل هي الأسس التي تحدد اختيار الفرد بدلاً من مستوى التحصيل الأكاديمي.

وسلطت الدكتورة تس جودلايف من الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي بسلطنة عمان خلال محاضرتها على أنواع أنشطة المراجعات الخارجية، والتي يمكن أن تنفذ على الصعيد الوطني، والدولي أو المهني، وبشكل تطوعي أو إلزامي، وما تشتمل عليه من مراجعة الأقران أو المراجعين الخارجيين، والتي قد تركز على جانب واحد من أنشطة المؤسسة التعليمية أو المؤسسة برمتها، وما قد ينتج عنها من نتائج تكوينية أو ختامية.

وتابعت "ولهذه الأنشطة المختلفة من المراجعات أغراض وأهداف متنوعة، حيث تعكس بيئة قطاع التعليم العالي التي تنفذ فيها هذه المراجعات، وتدفع سلوكيات مؤسسات التعليم العالي نحو التغيير، وتطبيق مبادئ ضمان الجودة المستدامة في القطاع، وتوفير الفرص للأطراف ذات العلاقة للاطلاع على جودة ما تقدمه هذه المؤسسات، وبهذا فإن هذه المراجعات تعد بمثابة القوة الدافعة نحو التغيير، ودعم أنظمة ضمان الجودة المستدامة."

وتطرقت د. تس جودلايف إلى مهام الهيئة العمانية بسلطنة عمان، وإنجازاتها في هذا المجال حيث أن الهيئة تعمل على تطوير دورة من مرحلتين للاعتماد المؤسسي؛ إضافة إلى برنامج منفصل لعملية الاعتماد الأكاديمي؛ كما سوف تُمنح مؤسسات التعليم العالي التي تلتزم بهذه الأنظمة " الاعتماد الأكاديمي بدرجة "ممتاز".

وفي محاضرة الرئيس التنفيذي لجايل هاوس للتدريب والاستشارات المحدودة بالمملكة المتحدة السيد ديفيد كولينز، بعنوان "كيف تساهم مؤسسات التعليم والتدريب المهني في تلبية احتياجات قطاع الصناعة والأعمال؟" فقد تناول كولينز الموضوعات المتعلقة بالممارسات المحلية والدولية في قطاع التعليم والتدريب المهني، والأبحاث الحديثة التي تهدف إلى تحديد مزايا هذه المؤسسات لقطاعي الأعمال والصناعة.

كما استعرض "رحلة المتدرب بدءا من تحديد احتياجات التدريب إلى تقييم أثر عملية التعلم على المتدرب، ومدى انعكاسها على الصعيدين الشخصي والمهني للمتدرب، وعلى قطاعي الأعمال والصناعة أيضا، مشددا على عملية تقييم ضمان الجودة في مؤسسات التعليم والتدريب المهني حيث اعتبرها من أهم العمليات التي ينعكس أثرها الإيجابي على المؤسسة، حيث تحدد جوانب القوة والجوانب التي تحتاج إلى تطوير، كما أنها مؤشر لبيان ما حققته وتحققه المؤسسة من سمعة طيبة، وأثر عمليتي التعليم والتعلم داخل الصفوف على المتدرب نفسه.

وخلال المحاضرة أستعرض السيد كولينز دراسة عن أهمية المراجعات في تنفيذ أعمال وأنشطة مؤسسات التعليم والتدريب المهني في الوقت الحاضر، وضرورة ارتباطها بالأبحاث الأكاديمية، وانعكاساتها الإيجابية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والمهنية لكل من المتدرب، وأرباب الأعمال والمجتمع برمته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 جميع الحقوق محفوظة , هيئة شؤون الإعلام 2012 ©  عن بنا  |  اتصل بنا  |

 

​​